عبدالزهرة خالد
في الهزيع الأخير من شتاء الدار الذي يأبى أن يكون برداً
لعدم وفرة الصقيع في أجهزة تبريد السماء بسبب قلة طاقة البرق لم ترجف لها رمش الغيوم . تناوب النواب على فعل المواسم كما عاهدت تقاويمُ الأعوامِ الفكرةَ ليست طويلة ولا قصيرة فقد وصلت مقاعد من ضباب صناعي امريكي المنشأ يعمل بمراوح الرّيحِ المنصوبة في فناء الساحة الخضراء الواقعة خلف بيوتات الصفيح مغمورة بالعفة وخيوط العنكبوت تغطي حاجة الفيء وأغصان الشرانق .
في الفصل الأخير نادى رئيسهم بأعلى صوت من هناك ؟ لقد تم غلق كافتيريا البناية لمخالفتها الشروط الصحية حيث وجدت لجان المراقبة طوابير من مواعين ( التشريب ) تراكم السمن عليها ولم يسمع لها صليل بينما صرير أبواب الغرف الصحية مستمر طيلة فترة النقاهة .
في العقد الأخير من عمري لم أكن أبداً ساخراً ولا كاتبا في مجالات أعمدة الصحف والمجلات لكني تعودت دائماً ألعن الوضع الراهن وَمَنْ سببه على طريق الانتعاش والإنعاش المحيط بخريطة الوطن ، هي نقطة ترافق الطفل الرضيع يضعها فوق حرفٍ ما ليعطي معنى واضح للقارئ العنيد الذي لا يفهم ما يريد الكاتب ولا يرى الصورة المثبتة على جدران القبة أن آخر قطرة دمٍ مشنوقة فوق صخرة الإباء .
على العنقود التالي علامات الهمِّ كثيرة كالوحم الثابت بالخد الشاحب يدل على أمه وهبته للشارع ليبارك الحاكم ويوالي من يدعوه للجنة ، كانت هناك حوارات عديدة في موائد مستديرة هل ينتخب ثم يدخل الجنة أم يدخل أولا كي ينتخب المُلا ، لن يختار كي لا يحتار أنه مستقل لا يقرأ ولا يكتب يعرف كلمات التصفيق على لسانه يوم لقونه دعاء العديلة ليبعث من جديد .
في آخر ليلة قرر أن يفتح جزءاً من زنزانته بحجم الفم ويصدح عند الفجر
أنه لا يحب الصباح ولا يريد أن يرى الشمس هي لا تكفيه ، بنيته التحتية باتت شرياناً للحلكة وسراجاً للظلمة ، قابع هنا يبحث عن دواة فيها اللون المطلوب ليصبغَ سبابته ويرميها نحو الجمهور طالما النواب متمسكون
بميثاقٍ لا مبدأ له عند القانون الذي شرعوه قبل الاقتراع بقليل …
——————